مقــدمة:
إن غاية ماننشده في الصفوف الأولية،أن ينتقل التلميذ من هذه الصفوف إلى الصف الرابع الإبتدائي وقد تمكن من مهارة القراءة بشكل كبير،ولن يتمكن التلميذ من هذه المهارة العليا دون أن يكون قد اكتسب مهارات فرعية تساعده على ذلك،ومن تلك المهارات مايسمى بمهارة النطق والتلفظ، والتي تعتمد وبشكل كبير على قدرة التلميذ على النطق بصوت الحرف مع الحركات الثلاث،وقدرته على الموازنة بين صوت الحرف محركاً بإحدى الحركات الثلاث وبين صوته ممدودا بحرف مد مناسب لتلك الحركة،وأدرك أن الحرف الساكن لايحسن نطقه منفرداً،بل مع حرف محرك قبله،واستطاع أن يميز اللام القمرية من الشمسية،وأتقن النطق بالحرف منوّناً بأحد أنواع التنوين الثلاثة.......إلى غير ذلك من مهارات النطق والتلفظ الأخرى.
إن المهارات الفرعية يجب أن تتضافر جميعاً لخدمة المهارة العليا ألا وهي القراءة،ومن المهارات التي يجب أن يتعلمها التلميذ مهارة((التحليل الصوتي))،حيث يقوم التلميذ بتوظيف ماتعلمه من مهارات النطق والتلفظ أثناء عملية التحليل الصوتي، ليتمكن من قراءة أي كلمة تواجهه مستقبلاً.
إن تدريب التلاميذ على مهارة التحليل الصوتي قد لا تؤتي ثمارها إذا لم يسايرها تدريب على مهارة التركيب،إذ يجب أن تسيرا جنباً إلى جنب أثناء دروس القراءة والكتابة.
إنني ومن خلال تلمسي لاحتياجات الزملاء المعلمين في الميدان،ومن خلال مطالبة الكثيرين منهم لي بإصدار نشرة تربوية توضّح هذه المهارة المهمة،ولما تبين لي من الضعف الواضح لدى أبنائنا التلاميذ في الصفوف الأولية في القراءة والكتابة،ولثقتي في أن من أهم سبل علاج هذا الضعف يتمثّل في تدريبهم على هذا الفنّ وذلك من واقع التجربة الشخصية،رأيت أنه أصبح لزاماً علي أن أصدر هذه النشرة التي بين أيديكم الآن لتكون عوناً لزملائي المعلمين،فإن أصبت فمن الله،وإن أخطأت فمن نفسي،،،،
والله من وراء القصد.
التحليل و التجريد و التركيب:
التجريد:هو اقتطاع صوت الحرف من كلمة أو عدة كلمات،والنطق به منفرداً حتى يثبت رمزه المكتوب مرتبطاً بصوته المسموع في أذهان التلاميذ،وتعدّ مرحلة التجريد من أهم الخطوات في تعليم القراءة للمبتدئين،وعليه تتوقف قدرة التلاميذ على تعرف الكلمات الجديدة وقراءتها،وهي الطريقة التي سار عليها كتاب الصف الأول عند تقديمه للحروف خلال مقرر الفصل الدراسي الأول.
التركيب: أهم مراحل تعليم القراءة،حيث يكتسب التلميذ فيها القدرة على توظيف الحروف التي سبق له إدراكها في تركيب كلمات جديدة(تهجّيها وقراءتها)،وإذا تمرّس التلميذ وأكثر المعلم من تدريبه عليها،اكتسب المهارة اللازمة لتهجي أي كلمة بسيطة التركيب وقراءتها بسرعة مناسبة،وهو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه مع بداية الفصل الدراسي الثاني بالنسبة لتلاميذ الصف الأول .
التحليل:ويكون في مرحلة متقدمة من الصف الأول والصفين الثاني والثالث، حيث يكون التلميذ قد أدرك جميع الحروف بأصواتها مع الحركات الثلاث،و نمت لديه القدرة على الموازنة بين الحركات القصيرة والحركات الطويلة(المدود)،والموازنة بين الحرف المتحرك والحرف الساكن،والموازنة بين الحركة المفردة والحركة مع الشدة،وتعرّف على اللام القمرية، واللام الشمسية، والتنوين، والتاء المربوطة،والتاء المفتوحة،وهمزتي الوصل والقطع...إلى غير ذلك من مهارات النطق والتلفظ الأخرى،والمقصود بالتحليل هو تجزئة الجملة إلى كلمات، وتجزئة الكلمات إلى حروف ومقاطع صوتية وهو مايطلق عليه ((التحليل الصوتي))،حيث تتجلّى من خلاله قدرة التلميذ على الإلمام بالمهارات القرائية المختلفة مما يساعده كثيراً على الانطلاق في القراءة والكتابة.
مثال: بَدَأَ الْعَامُ الْجَدِيدُ.
الْجَدِيدُ الْعَامُ بَدَأَ
ا لـْ / جَـ / دِيـ / دُ الْـ / ـعَا / مُ بَـ / دَ / أَ
بَدَأَ الْعَامُ الْجَدِيدُ
والخطوات الإجرائية المطلوب من التلميذ القيام بها أثناء هذه العملية هي:
1- النظر إلى الجملة كوحدة كاملة .
2- تحليل الجملة إلى كلمات .
3- تحليل كل كلمة إلى حروف ومقاطع صوتية والنطق بها من خلال ماتعلّمه التلميذ من مهارات النطق والتلفظ المختلفة .
4- العودة إلى مرحلة التركيب ، حيث يركب الحروف والمقاطع الصوتية إلى كلمات ويقرأ كل كلمة على حدة، ثم يركب الكلمات إلى جملة ويقرأ الجملة كوحدة كاملة مرةً أخرى.
ويجب ألا يغيب عن خلد المعلم أن التلميذ في دروس القراءة والكتابة والإملاء سيواجه كلمات قد يرد بها أحد حروف المدّ الثلاثة،أو قد يرد بها حرف ساكن،أو حرف مشدّد،أو لامٌ شمسية،أولامٌ قمرية ،لذلك يجب أن يدرّب المعلم تلاميذه وبكثرة أثناء عملية التحليل الصوتي على مايلي:
نطق الحرف الممدود مع حرف المدّ الذي بعده كمقطع صوتي واحد دون الفصل بينهما نحو
خَـا/لِـ/دٌ كَـ/بِيـ/رَ/ةٌ يَـ/ـقُـو/لُ
نطق الحرف الساكن بمساعدة الحرف المتحرك قبله كمقطع صوتي واحد دون الفصل بينهمانحو:
يَلْـ/ـعَـ/بُ مَـدْ /رَ/سَـ/ـةٌ أَ /خَـ /ذَتْ
نـطق الحرف المشدّد بمساعدة الحرف المتحرك قبله كمقطع صوتي واحد دون الفصل بـينهمانحو: قَـدَّ /مَ مُـ/بَكِّـ/راً يَـ / شُـدُّ
نطق اللام القمريّة مع همزة الوصل قبلها ومايتصلُ بها كمقطع صوتي واحد دون فصل نحو:
الْـ/بَيْـ/تُ الْـ/مَـ/دِيـ/نَـ/ـةُ بِـالْـ/كُـ/رَ/ةِ
نطق الحرف المشدّد بعد اللام الشمسية مع همزة الوصل قبلهاومايتصل بها كمقطع صوتي واحد دون فصل نحو:
الشَّـ/ـجَـ/رَ/ةُ الـدِّ/رَا/سَـ/ـةُ بِـالصَّـ/ـلاَ/ةِ
- قد تشترك عدَّة مهارات من مهارات النطق والتلفظ في كلمةٍواحدة،وهنا تبرز مهارة المعلم وقدرته على تدريب تلاميذه على إتقان هذا الفنّ وإليك هذه الأمثلة:
الـنَّرْ/جِـ/سَـ/ـةُ الْـ/ـقِطَّـ/ـةُ الـتَّوْ/حِيـ/دِ
الـ/ـكَعْـ/بَـ/ـةُ الـرَّ/سُو/لُ النَّـ/بِـيِّ
الْـ/أَ/ذَى الْـ/أَ/سَـا/بِيـ/ـعِ الطُّلاَّ/بُ
الطَّـيَّا/رَ/ةَ الـشُّرْ/طِـيُّ الْـ/بُلْـ/بُـ/لُ
الْـ/أَطْـ/ـفَا/لُ التَّـ/ـقَـدُّ/مِ بِالرِّبْـ/حِ
الـصِّـ/ـفَا/تِ الْـ/وَا/لِـ/دَيْـ/نِ الـضُّـ/يُـو/فُ
الـنَّـ/ظَـا/فَـ/ـةُ الْـ/إِيـ/مَا/نِ الـزَّا/ئِـ/رُ
تَـطْـ/وِي الـشَّـا/رِ/عُ وَاسْـ/تَـ/ـعَدَّ
الـظُّـهْـ/رِ الْـ/ـعَـصْـ/رِ الْـ/ـعِـ/شَـا/ءِ
الْـ/ أَرْ /ضِ الْـ/ـقُرْ /آ /نُ أَصْـ/دِ/قَـا/ئِـي
لِلـصَّـ/ـلاَ/ةِ النّـا/ سُ الـثَّعْـ/ـلْـ/بُ
الـطَّـ/بِـيـ/بُ اللَّوْ /نُ الْـ/ـقِـ/رَا/ءَ/ةُ
الْـ/أَ/نَـا/شِيـ/دِ الْـ/أَخْـ/ضَـ/رُ السَّعْـ/دِيَّـ/ـةُ
الـتَّـ/ـلاَ/مِيـ/ذُ الـسِّـ/بَـا/قِ النَّا/جِـ/حِيـ/نَ
مُسْـ/تَقْـ/بَـ/ـلاً مُـ / رَا / دِي الْـ/أَو/لاَ/دُ
الْـ/مَمْـ/لَـ/كَـ/ـةُ الْـ/ـعَـ/رَ/بِيَّـ/ـةُ السُّـ/ـعُو/دِيَّـ/ـةُ
ويجب على المعلم أن يعوّد التلميذ على أن:
- ينطق بصوت الحرف أو المقطع الصوتي دون الالتفات لاسم الحرف،حتى لايتعثر وتهتز ثقته بنفسه عندما يجد الفرق بين اسم الحرف وصوته في الكلمة المقروءة.
- يضبط أواخر الكلمات ضبطاً صحيحاً،حتى تسهل عليه عملية التحليل الصوتي،إلا ما يستدعي الحال الوقف عليه كتاء التأنيث الساكنة مثلاً.
- يكتب الحرف كما ورد شكله في الكلمة حتى تسهل عليه عملية التركيب فيما بعد.
من الخطأ أن يعوّد المعلم تلاميذه على التحليل الحرفي للكــلمات التي تحتوي على مقاطع صوتية ظناً منه أن هذا سيساعدهم على صحة القراءة،وإنما يرد هذا النوع من التحليل أحياناً في كتب القراءة لغرض محدد وهو بيان الحروف التي تتكون منها كلمة ما، أو لاستخدامها في تركيب كلمة أخرى:
الْمَمْلَكَةُ ا.ل.م.م.ل.ك.ة
الْعَرَبِيَّةُ ا.ل.ع.ر.ب.ي.ة
السُّعُودِيَّةُ ا.ل.س.ع.و.د.ي.ة
وهو علاوةً على ذلك يمثّل حروفاً مجردة قد تحدث تناقض لدى التلميذ،حيث لا يمكنه قراءتها إلا من خلال أسمائها فنكون بذلك كمن أراد أن يصلح فأفسد من حيث لا يعلم.
إنّ التحليل الصوتي فيه فائدة جمّة،ومنفعة عظيمة،وهو السبيل الوحيد لمساعدة التلاميذ على الانطلاق في القراءة والكتابة. والله من وراء القصد.
المشرف التربوي/أحمد عبد الله الغامدي
المراجـع
1- دراسة الصوت اللغوي ، الدكتور / أحمد مختار عمر، عالم الكتب ، القاهرة ، الطبعة الأولى 1411هـ .
2- الأصوات اللغوية ، الدكتور / محمد علي الخولي ، مكتبة الخريجي، الرياض ، الطبعة الأولى 1407 هـ .